
من المعروف أن الموظف المتمرد يستنزف طاقة مكان العمل كما يضعف معنويات زملائه في العمل، وهذا يخفض من إنتاجية المؤسسة، ويمنع من تحقيق النجاح الذي تسعى إليه، الأمر الذي ينتج عنه زيادة معدل دوران الموظفين، نتيجة البيئة السامة التي ينشرها في محيط العمل، لذا كان ولا بد من إيجاد طرق فعالة للتعامل مع هذا النوع من الموظفين، من أجل إدارتهم بشكل يخدم مكان العمل ويحقق التغيير.
تعرفنا في مقالنا هذا على الموظف المتمرد وذكرنا أسباب تمرد الموظفين ، كما قدمنا مجموعة من النصائح للتعامل مع الموظف المتمرد .
نعم قد يتسبب الموظف المتمرد في العديد من المشاكل والعراقيل التي تؤثر على سلاسة العمل سلبيًا، لكنه أيضًا يؤدى أعمال أخرى بفعالية ومهارة إستثنائية، فعالية قد تجعلك تنسى ما قام به من مشاكل، ومهارة تجعلك تعيد النظر في أهميته للعمل مرة أخرى، فأنت من أجل هذه المهارات قمت بتوظيفه، وأنت من أجل هذه الخبرات تتساهل معه أحيانًا.
بعد ذلك، يجب أن تحدد توقعاتك بشأن السلوكيات التي تحتاج إلى تحسين، وحدد جدولاً زمنيًا لذلك، وأخبره بما تريده منه من حيث الأداء والسلوك في مكان العمل، لذلك ابدأ في إنشاء خطة عمل تفصيلية بجدول زمني واقعي، حتى تتمكن من قياس تقدم الموظف ومدى التحسن الذي أحرزه خلال فترة معينة، ووقع على الخطة وأطلب من الموظف توقيعه عليها، حتى يأخذها الموظف على محمل الجد ويسعى للتغيير.
وجود تقدير مثل ذلك ومتابعة مستمرة منك للموظف المتمرد، ستخدم كل من ثقته بنفسه والآنا الداخلية الخاصة به، فهو سيتعطش دائمًا لهذا النوع من الإهتمام والتقدير، وسيقوم بكل ما يستطيع ليحصل عليه بصفة دورية، بل وتعظيمه كذلك.
في المقابل قد لا يكون هدف هؤلاء إثارة المشاكل ولكنهم لسبب أو لآخر لا يمكنهم إنجاز ما هو متوقع منهم.
من المهم أن تبدأ في تسجيل السلوكيات السيئة التي يصدرها الموظف المتمرد، والمشكلات التي تحدثها في مكان العمل وتؤثر سلبًا على أعضاء الفريق، حتى تكون دليلًا تستند إليه إذا رغبت في اتخاذ أي إجراء رسمي حيال الموظف المتمرد.
من الأمثال المصرية المشهورة والتى يتم الرجوع إليها كثيرًا "سكتناله دخل بحماره" وهو مثل شعبى يتم استخدامه في حالة التعليق على سلوك معتاد من شخص، أدى السكوت عنه في البداية إلى تطاول الشخص واستمراره فى أفعالة المرفوضة؛ الأمر ذاته يمكن عكسه في بيئة العمل الغير إحترافية، والتى لا تحتوى على نظام واضح يقيم أداء الموظفين ويتحكم فى طريقة أداء المهمات وفعاليتها. فعند غياب هذا العامل، تنتشر مثل هذه التصرفات والتى عادة ما تكون بسيطة في بدايتها، وما أن يرى الموظف أن تصرفاته لا ينتج عنها أى رد فعل عنيف بل ربما قد تساعده فى إنجاز عمله بسرعة وبالشكل الذي يعجبه ويرضيه هو، سيستمر في القيام بها والتطور فى مستويات خطورتها تدريجًا، بحيث يصعب معها السيطرة على هذه الأفعال أو إيقافها أو حتى التأثير على باقى الموظفين الذين قد يقلدونه، وبدلًا من إمتلاك موظف متمرد واحد، تخيل قطاع كامل من المتمردين!
يمكن معرفة أسباب تمرد الموظفين أما عن طريق عقد إجتماعًا على الانفراد معه ومخاطبته بطريقة ودية لا رسمية، مع التأكيد أن هذة المحادثة ستظل سرًا ولا يهدف نور منها أى شيئ سوء مساعدته على تطوير سلوكه وإعادة حماسه مرة أخرى إلى العمل.
ماذا لو موظفك صعب المراس وليس من السهل التعامل معه؟ الموظف العنيد متواجد في كل بيئة عمل. رغم كفاءته في أداء المهام إلا أنه قد يؤديها بعد كثير من النقاشات غير المفيدة والجدال عديم الجدوى. سبب عناد الموظف قد يكون عدم حصوله على النتائج المتوقعة بعد إنهائه للمهمة المطلوبة، مما يسبب نقص في حماسه تجاه المهام الجديدة، فيستهلك وقت أكبر بهدف عدم تنفيذها.
لذا خصصنا هذا المقال، كافة الاستراتيجيات والطرق الفعالة التي تساعد على تحسين سلوكيات أنواع الموظفين المتمردين، وطريقة التعامل معهم لإعادة دمجهم مجدداً مع زملائهم داخل بيئة العمل وتحقيق أهداف المؤسسة.
وهو وقت يتم السماح لهم به بعد إجراء مناقشة متعمقة وجادة معهم حول كل من مميزاتهم وعيوبهم، وكذلك الطريق الذي يسيرون فيه وتأثيره على مسيرتهم نور الامارات المهنية، بحيث تمثل هذه المحادثة كنداء يقظة أخير ،يستعيد معها الموظف المتمرد حماسته ومهاراته الإحترافية مرة أخرى .
كلما كانت هناك عشوائية في طريقة إدارة العمل، كلما كانت هذه بيئة خصبة لنمو التمرد والفوضى في العمل؛ لذلك عملية بناء نموذج عمل واضح وصارم من البداية مهمة للغاية في تدفق عملية الإنتاج بفعالية والمرونة المطلوبة.
في النهاية، فإن سؤال كيف تتعامل مع الموظفين المتمردين؟ ليس بالصعب في الإجابة لكنه صعب من حيث التنفيذ؛ فاستراتيجيات كالتى شرحناها سابقًا، تتطلب من المدير أن يتحلى بالمهارات والخبرات الكافية، التي تجعله أكثر قدرة على إدارة الموظفين الجدد و تدريب وتطوير الموظفين بالطريقة التي يمكن توظيفها لصالح العمل والعاملين فيه بالطريقة الصحيحة.